الجمعة، 9 مارس 2012

جماعة (الإخوان المسلمون ) الإسلام السياسي



هاهم (الإخوان المسلمون ) يحاولون القفز على الثورة , والإستحواذ عليها , رغم معارضتهم لها في بادئ الأمر , وأنها فتنة وضلالة , كما كان يقول زعيمهم حسن البنا . وهم يرفضون أى حديث عن الدستور , أو حتى الأتفاق على المبادئ العامة . وواقع الأمر أنهم لايعترفون بالدستور (القرآن دستورنا كما قال البنا ) , وإذا كان لابد من دستور قد يعترفون به , فلابد أن يضعوه بأنفسهم , لذلك تراهم يصرون على أن تكون الإنتخابات أولاً . وحتى أثناء الإحتلال الإنجليزي , كان مطلب إقامة الدولة الإسلامية , يأتي عندهم في المرتبه الأولى ,قبل طرد الاستعمار .إنهم واثقون ليس بالفوز فقط في الإنتخابات القادمة , بل الحصول على أغلبية المقاعد ,( وهذا ماحدث بالفعل) ومن ثم الإنفراد بوضع الدستور . ونسوا أو أغراهم غرورهم بالقوة ,التناسي بأن الدستور في الأساس يقوم على مبدأ التوافق بين كل القوى الوطنية , وليس على الغلبه أو الأكثرية , لأنه في المقام الأول عقد إجتماعي , يشارك فيه الجميع . والعجيب أن كل الهتافات والشعارات المرفوعة في مليونية الجمعه 29 يوليه(جمعة قندهار) , هي نفس الشعارات التى كانت ترفعها الجماعة منذ بداية ظهورها عام 1928. إن الشعارات الداعية إلى إقامة الدولة الدينية هي مصادرة صريحة للدولة المدنية بكل مكوناتها وعلى رأسها التعددية والمواطنه (الدين للديّان والوطن للجميع) . ومن الأمور الخطيرة , أنهم يصادرون الدين لمصلحتهم , ويشيعون أن منهج الجماعة وحده هو الإسلام الصحيح , وبالتالي هم التجسيد الوحيد للإسلام, وكل من لم يواليهم في ذلك , يكون خارجاً على الإسلام ذاته  , لذلك تجدهم يكفّرون كل من يخالفهم , حيث أن من يخالفهم إنما يخالف الإسلام (علماني ملحد). إن هذة الجماعة لاتؤمن بالعمل المشترك مع باقي الفصائل الوطنية , وهذا هو ديدنها منذ نشأتها, وكل مراهنة على تطورها أو نضوجها , كمن يراهن على جواد خاسر . وهي في الحقيقه , الوجة الآخر للحزب الوطني , إنهما وجهي عملة واحدة , فكلاهما لا يرضيه إلّا احتكار السلطة , وكلاهما لا يرضيه  إلّا الانفراد بها .
  
         عادل دعبس
                      adel.deabis@yahoo.com