Posted by عادل دعبس على 23 سبتمبر 2011
سلام من صبا ( بردى) أرقُّ
ودمعُ لا يُكفكفُ يا دِمشقُ
ومعذرة اليراعة والقوافي
جلال الرزّء عن وصف يدقُّ
نعم سلام على الشعب السوري العظيم الثائر والصامد في وجه المدرعات والرصاص الحي , يتحداها بصدره وعظامه العارية, لا يملك سلاحاً إلّا عزيمته وإصراره على سحق هذا الكابوس الجاثم على تطلعاته إلى الحرية والكرامة ,والانعتاق من حكم الحديد والنار وكأن شوقي معنا الآن , وكأنه يرى ويسمع خزي وعار نظام الأسد: -
وبي مما رمتّكِ بهِ الليالي
جراحات بها في القلب عُمقُ
هذا (الأسد ) بل إن شيمة الأسد وباقي الحيوانات تعف أن تنحو نحوه , وأن تسلك مسلكه,اعلن حرباً على شعبه الأعزل بكل أنواع الأسلحة , وجيّش جيشه لسحق شعبه , غير آبه بشئ ,إلّا الاستمرار على كرسي الحكم, لآخر جمجمة طفل وإمرأة وشيخ .
تكاد ُ لروعة الأحداث فيها
تخال من الخرافة وهي صدقُ
بليل للقذائف والمنايا
وراء سمائِه خطف وصعقُ
ما أشبه الليلة بالبارحة , مع ملاحظة أن شوقي كان يصف وحشية الاستعمار الفرنسي , بينما الحال اليوم وحشية النظام السوري.
إذا عصف الحديد , أحْمَرَّ أفقُ
على جنباتِه , وأسودَّ أفقُ
سَلي من راعَ غِيدكِ بعد وهن
أبين فؤاده والصخر فرقُ
بل إصغ لشوقي ,حيث النظام السوري يصف الشعب الثائر في وجهه ,بأنهم بضعة جراثيم , وعصابات منشقّة خارجه على القانون ,وهي نفس النعوت والأوصاف التي كان يطلقها الاستعمار الفرنسي على ثوّار سورية في ذلك الحين
وللمستعمرين – وإن ألانوا قلوب كالحجارة , لا تَرقُ
رماكِ بطيشِه , ورمى فرنسا
أخو حرب , بهِ صَلَفُّ وحمقُ
أذا ما جاءه طُلّاب حقُ
يقول : عصابة خرجوا وشقوا
وهاهو شوقي يمجّد ثوّار وشهداء سورية
بلاد مات فتيتها لتحيا
وزالوا دون قومهمُ ليبقوا
ففي القتلى لأجيال حياة
وفي الأسرى فِدى لهمو وعِتقُ
ويقول شوقي أيضاً في هذه القصيدة الطويلة ,التي تشعر وأنت تقرأها , أنها كُتِبتْ اليوم
نصحتُ ونحن مختلفون داراً
ولكن كلنا في الهمّ شرقُ
وقفتم بين موت أو حياة
فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا
وللأوطان في دمِ كلَّ حر
يد سلفتْ ودين مستحقُ
ومن يَسقى ويشرب بالمنايا
إذا الأحرار لم يُسقوا ويَسقوا
وأود أن أختم بهذا البيت الرائع من نفس القصيدة, وهو من أشهر أشعار شوقي
وللحرية الحمراء باب
بكلَّ يد مُضَرّجة يُدَقُّ
رحم الله شوقي ,والنصر للشعب السوري العظيم , والمجد للشهداء , والخزي والعار والهزيمة المؤكدة للطاغية وكل أزلامه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق