السبت، 13 أغسطس 2011

المشهد السياسي



إن من ينظر إلى المشهد السياسي في مصر ,يراه مليئاً بالتناحر والتشرزم والتفكك  بين القوى السياسية , والتي كانت بالأمس القريب متوحدة تحت راية الثورة . ولعل ذلك مرده الأساسي يعود إلى غياب (الجبهة الوطنية القائمة على ركيزتين أساسيتين هما الوحدة والصراع ) . ف (الوحدة )تعني الاتفاق والتوحد على القواسم المشتركة بين القوى السياسية المختلفة, أما الركيزة الثانية وهي (الصراع) , أي التنافس الايدلوجي المشروع بين هذه القوى السياسية المختلفة ,لاتعني طمس أوجه هذا التنافس و الاختلاف  فيما بينها , ولكن تأجيل هذا الصراع مؤقتاِ , لحين إنجاز المهام العاجلة للثورة. وبالعودة إلى ركيزة  (الوحدة) , فهي التي يجب الإلتفاف حولها, لكي تكون بمثابة نواة برنامج عام تنضوي تحت لوائه كل القوى الوطنية المؤمنة بالثورة . ومن الخطوط العريضة لهذا البرنامج ,على سبيل المثال لا الحصر :-
1- تفكيك بنية النظام الشمولي وتقويض كل أركانه .
2 - وضع القواعد الرئيسية لإقامة المجتمع الديمقراطي , وإنشاء الدولة المدنية الحديثة .
3- تفكيك منظومة الفساد والقضاء على البيئة الحاضنة له .
4- إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها حالة الطوارئ .
5- إقامة المجتمع الرشيد والعادل وذلك من خلال (القضاء المستقل والعدالة الاجتماعية ) .
ومن هنا على كل القوى السياسية أن تتكتل وتتوحد تحت مظلة الجبهة الوطنية  من أجل إنجاح مهام الثورة . إن مايحدث الآن من تشرذم وتناحر , هورة وتقزيمها, من خلال العمل على تحقيق مصالح سياسية ضيقة, على حساب المصلحة الوطنية العليا , وهذا بالضبط ما يسمى بعملية حرق المراحل, وبالطبع المستفيد الأول من ذلك هم كل أعداء الثورة . إن المرحلة الراهنة تتطلب منا جميعاً التكاتف والتكتل , لا التناحر والانقسام , وهذا لن يتأتى إلا من خلال الاندراج تحت جبهة وطنية واحدة , تجمّع لا تفرّق , وتحت شعار واحد  ( كل الديمقراطية للشعب .. كل التفاني للوطن) .






                                                        عادل دعبس
                                                        adel00110@yahoo.com








العودة إلى قائمة الرسائل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق