أخيراً ذهب عصر الحكام العرب الطغاة , وجاء عصر الجماهير الأحرار . نعم انطلقت الشرارة الأولى من تونس , ثم أعقبتها مصر , وفي الطريق ليبيا وسوريا واليمن , وعلى نفس الطريق بقية الأنظمة العربية . إنه الطوفان الثوري الذي سوف يقتلع كل تلك الانظمة العفنه الخارجة على العصر والتاريخ . هاهي أنظمة القهر والعهر تتساقط كالذباب. وهاهي رياح الثورة تكتسح الجهات الاربع , لاتعرف خطوط الطول ولا دوائر العرض , كل ماتعرفه فقط التغيير الجذري ولا شئ آخر سواه . لقد توهم دهاقنة الفساد في مصر , وعملوا على تسويق هذا الوهم , بعد سقوط بن علي , أن مصر ليست تونس , ومازالت تتردد تلك النغمة النشاز في أماكن أخرى , أن ليبيا ليست مصر ولا تونس ,وأن اليمن ليست مصر ولا تونس , وقس على ذلك سوريا , وما سوف يتبعها من أنظمة . ونسى كل هؤلاء أنهم عجينة واحدة , ومنظومة واحدة , بل ومدرسة واحدة في التخلف والقهر والفساد , ناهيك عن تنافسهم وتسابقهم في هذا المضمار . العجيب أنهم أتفقوا على ألّا يتفقوا في كل شئ فيه مصلحة الوطن , وتوحدوا واتحدوا فقط على قهر شعوبهم . والاجتماع الدوري الوحيد الناجح بامتياز , كان اجتماع وزراء داخليتهم , من اجل تقاسم الخبرات في قهر وإذلال الشعوب . إن مصيرهم واحد ولاشئ غيره , مزبلة التاريخ , ومصير الشعوب العربية واحد ولا شئ غيرة , العزة والكرامة . إن الشعوب المقموعة سوف تستعيد مصيرها بأيديها , إن لم يكن اليوم , فغداً .إنه عصر وربيع الثورات العربية , وهذه المرّة الأولى في تاريخنا العربي , الذي تكتب فيه شعوبنا العربية تاريخها بأيديها ودمائها .
عادل دعبس
adel00110@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق