الخميس، 17 نوفمبر 2011

مجلس عسكري غائم نهاراً , وفلول شديدة البرودة ليلاً ...


سماء المشهد السياسي المصري ملبّدة بالغيوم, ويرجع ذلك في الأساس إلى وجود مرتفع جوّي ، شديد الإنحدار يقبع بداخله المجلس العسكري , وأسفل نقطة الإنحدار , من ناحية الجنوب تكثر في هذه المنطقة فلول الحزب الوطني , والتي كانت قبل ذلك ذرات متناثرة , بحكم العاصفة الكبرى التي أطاحت بنقطة إرتكازها , ولقد سمح هدوء العاصفة  لهذه الفلول المتناثرة بالتوحد والتوحش من جديد . أمّا بالنسبة للعسكري بحكم تواجده في المرتفع الجوي بعد العاصفة الكبرى , فإنه يحاول مستميتاً البقاء في هذه النقطة لأطول فترة ممكنة , معتقداً أنه الآن فوق الجميع , وأن إختلاف الظواهر الطبيعية تعمل كلها لصالحه , ومن ثم فالأمور كلها تحت السيطرة التامة كما يعتقد . ويعمل العسكري طوال الوقت على هبوب رياح شمالية غربية مثيرة للشكوك  من جهة , وعلى هبوب رياح جنوبية شرقية مثيرة للسخط  من جهة أخرى ,من أجل تشكيل خلخلة هوائية شديدة الإنحدار , تتسبب كثيراُ في ارتفاع عوامل المد والجزر , مما يؤدي إلى إرتفاع منسوب بحار الغضب . كما أن تواجده في منحدر شديد يعمل على تجمع رياح شمالية شديدة البرودة , ينجم عنها هطول أمطار غزيرة , تسقط على رأس شباب الثورة , المتواجد أسفل منطقة المرتفع الجوي . ونلاحظ أن العسكري غائم نهاراً بشكل عام , والرطوبة المنبعثة منه تصل إلى  درجاتها القصوى بشكل غير معتاد , لاسيما في هذا الوقت من السنة .وعلى الرغم من متاخمة الفلول له أسفل الإتجاه الجنوبي , إلّا أن رياحه لا تصل للفلول بتاتاً , مما يعطي لها مساحة كبيرة من حرية النشاط والحركة يميناً ويساراً , وهذا يمكّنها من العمل على إثارة  رياح محمّلة بالغبار , ينجم عنها صعوبة الرؤيا مما يزيد من وقوع حوادث الطرق  , هذا فضلاً عن إنتشار الضباب الكثيف الذي يعمل على حجب الرؤيا , لاسيما في الساعات الأولى من صباح الثورة . ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية  أن استمرار العسكري داخل المرتفع الجوي سوف يؤدي إلى هبوب رياح عكسية منبعثة من أسفل إلى أعلى, ضاربة حوله حزاماً رعدياُ من جميع الإتجاهات . والتي سوف ينجم عنها هطول أمطار رعدية غزيرة على طول وعرض البلاد , مصحوبة بصواعق وسيول قد لا يحمد عُقباها .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق