الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

اللامعقول


هل يُعقل أن يصبح الاستبداد هو الحكم السائد في البلاد , وهل يُعقل أن تندلع ثورة شعبية , مطلبها الأول الحرية , ثم تتحوّل في غمضة عين إلى قهر وعبودية , وهل يُعقل أن يُقتل الثوار والأحرار , ويُلعنون ليل نهار , لأنهم أرادوا لشعبهم العزة والكرامة , فتُلقى جثامينهم في سلال القمامة . وهل يُعقل أن جيش الأمة المنوط به الدفاع عنها , أن يصبح سيوفاً مُسلّطة عليها , ومولوتوف وطبنجات موجهة إليها , وبدلاً من الزود عن حياضها , يهتكون عِرضها , ويُعرون نسائها , ويستحلون دمائها , وبدلاً أن يكونوا لأمتهم أبناء بررة ، يصبحون ذئاب شررة , ولئام فجرة . وهل يُعقل لجيش نجوع لكي نوفّر له الغذاء , ونشقى لكي نعطي له الكسرة والدواء , أن يفتك بشبابنا الأبرياء , ويسحل ويهين كرامة النساء . فسحقاً للمجلس العسكريّ, وعاش نضالنا الثوريّ.

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

المفارقة العجيبة



من المفارقات العجيبة , أن الثورة المصرية التي اندلعت في الخامس والعشرين من يناير  2011 للقضاء على حكم العسكر , الذي ظل جاثماً على صدور المصريين منذ الثالث والعشرين من يولية 1952 , وبعد الإطاحة برأس النظام , أن يتربع المجلس العسكري على السلطة , التي قامت الثورة أساساً للتخلص منه , حيث يعد ذلك أكبر مفارقة عبثية في تاريخ الثورات. وقد يقول قائل أن حكم العسكري مؤقت لإدارة الفترة الإنتقالية , وأنه ساهم في نجاح الثورة , ومهما كان ذلك صحيحاً , فلا معنى للمقايضة , وليس ذلك مبرراً , أن يكون الثمن  هو إرتهان البلاد , والسطو على الثورة , بدعوى حمايتها (وجيش تونس خير مثال). وليس خافياً على أحد  أن العسكري ليس مجلس قيادة الثورة , فالذي يقتل شباب الثورة وينتهك حرمة نساء الثورة على أيدي الجيش المصري , في مشهد أثار غضب واشمئزاز الداخل والخارج , لا يمكن أن يؤتمن على حماية الثورة والثوار لدقيقة أو ثانية واحدة بعد الآن . لقد إنكشف الوجه وسقط القناع , واصبح العسكري بلا ورقة توت . إن  ملف العسكري أصبح ملوثاً بجرائم لا تغتفر , ولا تسقط بالتقادم , وسوابقه لا تعد,منذ البالون إلى ماسبيرو ومحمد محمود مروراً بالأحداث المفجعة أمام مجلس الوزراء وشارعي ريحان والقصر العيني . لقد أصبحت أيدي العسكري ملطخة بالدماء , وحوّل المرحلة الإنتقالية إلى مرحلة إنتقامية , للقضاء على الثورة , والعمل على تشويهها في أعين بسطاء الشعب , الذي عملوا على تسطيح فكره وتغييب عقله على مدار ثلاثين عاماً . إن المخطط الذي يعملون له , ويتفانون من أجله , هو هدم الثورة وشن حرب إبادة على الثوّار , وتشويه صورتهم أمام الرأي العام , وتحويل هؤلاء الأبطال إلى خونة , يعملون لحساب الخارج , والعسكري يبغي من وراء كل ذلك , شئ واحد فقط , أن يكفر الشعب بثورته , وان ينقلب على الثوّار , وبذلك يخلو للعسكري وفلوله وجه (مصر مبارك) من جديد. فهل بإمكان العسكري أن ينجح في هذا المخطط , وأن تضيع دماء الشهداء هباءً منثوراً تحت أقدام الثورة المضادة ? (هيهات منّا الذلّة) كما أطلقها الحسين ـ  كرّم الله وجهه ـ في معركة كربلاء.




الخميس، 17 نوفمبر 2011

مجلس عسكري غائم نهاراً , وفلول شديدة البرودة ليلاً ...


سماء المشهد السياسي المصري ملبّدة بالغيوم, ويرجع ذلك في الأساس إلى وجود مرتفع جوّي ، شديد الإنحدار يقبع بداخله المجلس العسكري , وأسفل نقطة الإنحدار , من ناحية الجنوب تكثر في هذه المنطقة فلول الحزب الوطني , والتي كانت قبل ذلك ذرات متناثرة , بحكم العاصفة الكبرى التي أطاحت بنقطة إرتكازها , ولقد سمح هدوء العاصفة  لهذه الفلول المتناثرة بالتوحد والتوحش من جديد . أمّا بالنسبة للعسكري بحكم تواجده في المرتفع الجوي بعد العاصفة الكبرى , فإنه يحاول مستميتاً البقاء في هذه النقطة لأطول فترة ممكنة , معتقداً أنه الآن فوق الجميع , وأن إختلاف الظواهر الطبيعية تعمل كلها لصالحه , ومن ثم فالأمور كلها تحت السيطرة التامة كما يعتقد . ويعمل العسكري طوال الوقت على هبوب رياح شمالية غربية مثيرة للشكوك  من جهة , وعلى هبوب رياح جنوبية شرقية مثيرة للسخط  من جهة أخرى ,من أجل تشكيل خلخلة هوائية شديدة الإنحدار , تتسبب كثيراُ في ارتفاع عوامل المد والجزر , مما يؤدي إلى إرتفاع منسوب بحار الغضب . كما أن تواجده في منحدر شديد يعمل على تجمع رياح شمالية شديدة البرودة , ينجم عنها هطول أمطار غزيرة , تسقط على رأس شباب الثورة , المتواجد أسفل منطقة المرتفع الجوي . ونلاحظ أن العسكري غائم نهاراً بشكل عام , والرطوبة المنبعثة منه تصل إلى  درجاتها القصوى بشكل غير معتاد , لاسيما في هذا الوقت من السنة .وعلى الرغم من متاخمة الفلول له أسفل الإتجاه الجنوبي , إلّا أن رياحه لا تصل للفلول بتاتاً , مما يعطي لها مساحة كبيرة من حرية النشاط والحركة يميناً ويساراً , وهذا يمكّنها من العمل على إثارة  رياح محمّلة بالغبار , ينجم عنها صعوبة الرؤيا مما يزيد من وقوع حوادث الطرق  , هذا فضلاً عن إنتشار الضباب الكثيف الذي يعمل على حجب الرؤيا , لاسيما في الساعات الأولى من صباح الثورة . ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية  أن استمرار العسكري داخل المرتفع الجوي سوف يؤدي إلى هبوب رياح عكسية منبعثة من أسفل إلى أعلى, ضاربة حوله حزاماً رعدياُ من جميع الإتجاهات . والتي سوف ينجم عنها هطول أمطار رعدية غزيرة على طول وعرض البلاد , مصحوبة بصواعق وسيول قد لا يحمد عُقباها .




الجمعة، 11 نوفمبر 2011

الفلول


الفلول تتحدى الشعب المصري , وتُخرج لسانها للثورة, رغم حكم الإدارية بالتجميد والحل , إلّا أنها تُبعث من جديد , وتنمو وتتكاثر وتنتشر كالجراد بسرعة مذهلة في شكل أحزاب جديدة . ومن المفارقات العجيبة , أن الثورة التي اندلعت في 25 يناير للقضاء على الحكم الفاسد وحزبه اللاوطني , فإذ بهذا الحزب الفاسد , يصبح دستة أحزاب , بل فاق أعداد الأحزاب الثورية التي كانت في طليعة الثورة . وبدلاً من أن تُجتث هذه الفلول وتنسحب من المشهد السياسي دون رجعة , نراها الآن بكل بجاحة تُزاحم القوى الثورية في الإنتخابات التشريعية , وفي خضم هذا المشهد العبثي ,  نراها في الغد القريب داخل البرلمان وقد تربّعت وتمددت على جزء كبير من مقاعده , ومن ثم  تكون في صدارة مشهد صياغة دستور الثورة نيابة عن الثوّار, وكل هذا بمباركة المجلس العسكري الذي سمح لها بالتواجد , وأصبغ عليها الشرعية , وكأنه يقول لنا ( كل ثورة وأنتم بخير) , و (ثورة تفوت ولا حد يموت) . أمّا عن قانون العزل والمسمى بقانون الإفساد السياسي , والذي نسمع عنه ولم يصدر حتى الآن , رغم فتح باب الترشيح , فإن توقيته ليس حسن , لأنه بصراحة سوف يأتي بعد خراب مالطة , وضياع الثورة . وهذا مما يضع مزيد من علامات الإستفهام على رأس ووجه وتوجّه المجلس العسكري . وفي نهاية حديث الشجن هذا , أختم بهذه المقطوعة القصيرة عن هذا التشكيل العصابي المسمي ب (الحزب الوطني ) , وهو كما نعرف جميعاً (لا حزب) و (لاوطني) .



إذا كنت عايز تتمنجه


وتكوّن قرش


عليك وعلى (الحزب الوطني)


ده أءمن عش


على شرط تكون كده م الآخر


أستاذ في الغش


وعلى شرط تكون كالحربايه


ليك مليون وش


ومبرراتي وقرداتي


وحرامي بكرش


وتكون حاصل على دكتوووووراه


في الهشّك بش



adel.deabis@yahoo.com

الخميس، 10 نوفمبر 2011

محاكمة القرن



يطلقون عليها (محاكمة القرن) وهي كذلك ,حيث يرى العالم آخر فراعين مصر في قفص الاتهام .هذا الفرعون الذي كان يظن نفسه ملكاً متوجاُ , ومصر مملكته الأبدية , يتوارثها الأبناء والأحفاد من بعده مدى الحياة .لقد ورث هذا الشعور أو ترسخ لديه هذا الانطباع من سلفه السادات , والسادات ورث نفس الشعور بدوره عن سلفه عبد الناصر. يقال أن ناصر قد قضى على الملكية , بينما الحقيقة عكس ذلك , حيث أنه استبدل الملكية الرأسية (الأسرة المالكة) بنوع آخر من الملكية الأفقية (المؤسسة العسكرية) . إن ناصر هو الذي ورّثنا للسادات, والسادات قد ورّثنا بدوره لمبارك . فعلى حين أن الشعوب هي التي تختار الحاكم , كان الذي يحكمنا , هو وحدة الذي يختار لنا من يحكمنا من بعده . أي أنه يحكمنا وهو حي , ثم لا يتركنا بعد ذلك , بل يسلمنا بنفسه لمن بعده على طريقة العهدة العسكرية . وعندما جاء الدور على مبارك لتسليم العهدة (اللي هو إحنا ) لمن بعده , كما فعل ناصر والسادات . فإن شيطان الطمع ركب رأسه ,والنفس الأمّارة بالسوء وسوست له : لماذا لا أسلم هذه العهدة لأحد أبنائي ؟ , أيأخذها الغريب, ولا أسلمها للقريب !!.أليس هذا الشعب عهدتي أسلّمه لمن أشاء ؟؟ ولقد شاء بالفعل أن يفعل هذا ..ولكن لا الله شاء , ولا الشعب شاء . فكانت ثورة 25 يناير هي التي خلعته , وفي قفص الاتهام أدخلته .


عادل دعبس

الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

العسكري


تمثل إضرابات المعلمين مثالاُ على سوء إدارة المجلس العسكري للفترة الانتقالية . فالشئ الذي لا يحتمل أي شك هو أن كثرة الاعتصامات والاضرابات الفئوية مردها جميعاِ إلي التراخي مالم  يكن التعمد عن أهم واحد ة من المطالب التي قامت من أجلها ثورة 25يناير وهي العدالة الأجتماعية المتمثلة في عدالة توزيع الثروة وتذويب الفوارق والبون الشاسع بين الأغنياء والفقراء , وذلك عن طريق أدنى  شكل من أشكال الحقوق وهو وضع حد أدنى وأقصى للأجور كخطوة أولى تستوجب خطوات تالية , حيث أن الأمر لا يكلف العسكري أي تبعات مالية , فالمرتبات الفلكية ـ التي لا يوجد لها أي نظير حتى في أعتى الدول الرأسمالية ـ عندما يوضع حد أقصى لها ,فإن المستقطع منها سوف يكفي مالم يفيض , لتحسين الأجور الهزيلة وغير الآدمية التي يتقاضاها الموظفون الفقراء دون أن تكلف خزينة الدولة مليماً واحداً , ولكن يبدو أن العسكري لا يريد هذا الحل لغرض في نفس يعقوب , وهو استمرار هذه المطالب الفئوية والعمل على انتشارها , لكي يؤجج الفوضى الخلّاقة  التي أصبحت واضحة وضوح الشمس , وذلك للإبقاء على ترسانة القوانين سيئة السمعة وعلى رأسها تمديد حالة الطوارئ . إن العسكري لا يوجد خلاف بينه وبين المخلوع إلّا نقطة واحدة( التوريث) وهو يعتقد أنه بالقضاء على مشروع التوريث , لا يوجد على الإطلاق أي خلاف آخر مع المنظومة القديمة . وهذا ليس نوعاً من ضرب الودع أو قراءة الكف , حيث أن كل مايصدر عنه يرسخ هذا الإتجاه . ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر , الابقاء على نسبة ال 50 % عمال وفلاحين , مع أن العمال والفلاحين يمكنهم كغيرهم , تكوين أحزاب بمجرد الاخطار , كذلك عدم وضع جدول زمني يتم الالتزام به فيما يخص نقل السلطة. أيضاً طريقة الانتخاب المزدوج بين الفردي والقائمة والتي يريد من ورائها افساح المجال(حصان طروادة) لفلول العهد البائد ,كذلك تقسيم الدوائرالانتخابية المعيب, علاوة على عدم إصدار قانون الغدر لاجتثاث وتجميد أى مشاركة سياسية للفلول لمدة خمس سنوات على الأقل , بل أن العسكري بارك عودة الفلول وسمح لهم بإنشاء أحزاب جديدة . أيضاً محاولة إعادة قانون الجباية السئ السمعة , والذي يسمى (دلعاً) قانون الضريبة العقارية . أيضاً عدم تفكيك الجهاز الأمني , وأعادة بناءه على الأسس الديقراطية المتعارف عليها. أيضاً عدم إلغاء  جهاز أمن الدولة سئ السمعة والاكتفاء بتغيير أسمه فقط كنوع من التجميل . كذلك الابقاء على مجلس الشورى وهو في الحقيقة   لا يخرج عن كونه زائدة دودية  ينبغي اجتثاثها .ومع كل ذلك لا توجد لدى العسكري أي استجابة لمطالب الشعب , والتعنت والعناد هما سيد الموقف  . لقد نسى العسكري أن زلزال 25 يناير , شأنه شأن أي زلزال ـ يليه بالضرورة (توابع الزلزال ) ـ والتي إن جاءت سوف تكون في زلزلتها أشد وأقوى من الزلزال الأصلي .

الاثنين، 19 سبتمبر 2011

سورية بين ثورة شعب ... ودموية نظام



Posted by عادل دعبس على 23 سبتمبر 2011

سلام من صبا ( بردى) أرقُّ

ودمعُ  لا  يُكفكفُ   يا دِمشقُ

ومعذرة  اليراعة   والقوافي

جلال الرزّء عن وصف يدقُّ

نعم سلام على الشعب السوري العظيم الثائر والصامد في وجه المدرعات والرصاص الحي , يتحداها بصدره وعظامه العارية, لا يملك سلاحاً إلّا عزيمته وإصراره على سحق هذا الكابوس الجاثم على تطلعاته إلى الحرية والكرامة ,والانعتاق من حكم الحديد والنار وكأن شوقي معنا الآن , وكأنه يرى ويسمع خزي وعار نظام الأسد: -

وبي  مما  رمتّكِ بهِ    الليالي

جراحات بها في القلب عُمقُ

هذا (الأسد ) بل إن شيمة الأسد وباقي الحيوانات تعف أن تنحو نحوه , وأن تسلك مسلكه,اعلن حرباً على شعبه الأعزل بكل أنواع الأسلحة , وجيّش جيشه لسحق شعبه , غير آبه بشئ ,إلّا الاستمرار على كرسي الحكم, لآخر جمجمة طفل وإمرأة وشيخ .

تكاد ُ لروعة   الأحداث  فيها

تخال من الخرافة وهي صدقُ

بليل      للقذائف        والمنايا

وراء سمائِه  خطف   وصعقُ

ما أشبه الليلة بالبارحة , مع ملاحظة أن شوقي كان يصف وحشية الاستعمار الفرنسي , بينما الحال اليوم وحشية النظام السوري.

إذا عصف الحديد , أحْمَرَّ  أفقُ

على جنباتِه ,       وأسودَّ أفقُ

سَلي من راعَ غِيدكِ بعد وهن

أبين فؤاده   والصخر    فرقُ

بل إصغ لشوقي ,حيث النظام السوري يصف الشعب الثائر في وجهه ,بأنهم بضعة جراثيم , وعصابات منشقّة خارجه على القانون ,وهي نفس النعوت والأوصاف التي كان يطلقها الاستعمار الفرنسي على ثوّار سورية في ذلك الحين
وللمستعمرين – وإن ألانوا قلوب كالحجارة , لا تَرقُ

رماكِ بطيشِه ,   ورمى فرنسا

أخو حرب , بهِ صَلَفُّ   وحمقُ

أذا  ما جاءه      طُلّاب     حقُ

يقول : عصابة خرجوا وشقوا

وهاهو شوقي يمجّد ثوّار وشهداء سورية

بلاد     مات     فتيتها       لتحيا

وزالوا   دون    قومهمُ    ليبقوا

ففي    القتلى    لأجيال      حياة

وفي الأسرى فِدى لهمو وعِتقُ

ويقول شوقي أيضاً في هذه القصيدة الطويلة ,التي تشعر وأنت تقرأها , أنها كُتِبتْ اليوم

نصحتُ ونحن مختلفون داراً

ولكن   كلنا  في  الهمّ   شرقُ

وقفتم    بين    موت أو حياة

فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا

وللأوطان   في   دمِ  كلَّ  حر

يد  سلفتْ   ودين    مستحقُ

ومن يَسقى ويشرب بالمنايا




إذا الأحرار لم يُسقوا ويَسقوا

وأود أن أختم بهذا البيت الرائع من نفس القصيدة, وهو من أشهر أشعار شوقي

وللحرية الحمراء باب

بكلَّ يد مُضَرّجة يُدَقُّ

رحم الله شوقي ,والنصر للشعب السوري العظيم , والمجد للشهداء , والخزي والعار والهزيمة المؤكدة للطاغية وكل أزلامه .

جزاكم ذو الجلالِ بني دِمشق

وعز الشرق   أولهُ   دِمشقُ


تنويه:هذه القصيدة قيلت في حفلة أقيمت لإعانة منكوبي سوريا بتياترو حديقة الأزبكية في يناير سنة 1926, بعنوان (نكبة دمشق) .

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

أول ثوراتنا العربية الشعبية المسلحة





الثورة الليبية المجيدة 17 فبراير, هي أول ثورة شعبية مسلحة في تاريخنا العربي ضد حاكم غير شرعي كما هو حال كل الحكام العرب باستثناء لبنان . القذافي هو من نوع حكامنا المرتزقة اللذين جاءوا على ظهر دبابة واختطف ليبيا على مدار44 عاماً . فلا فرق بينه وبين قطّاع الطرق ,اللهم إلّا أن القذافي قاطع طريق برتبة حاكم , ولم يسطو على قافلة , بل اختطف بلد بأكمله, وهو في هذا السياق ,لا يشذ عن باقي حكامنا (الأشاوس) ! وهاهو كبير الجرذان والطغاة العرب والذي يأتي ترتيبه (الثالث) على قائمة المطلوبين من الطغاة المرتزقة العرب , يسقط تحت أقدام الشعب الثائر, و يفرّ منه فرار الجرذان !!


لقد زرت ليبيا في التسعينيات من القرن الماضي ،على فترات متقاربة, وأقمت بها مابين بنغازي وطرابلس , ورأيت بأم عينيّ حال هذا الشعب البائس المفتقد لأبسط حقوقه الآدمية . لقد سلب الطاغية اللاشرعي هذا الشعب كل الحقوق المشروعة وعلى رأسها العزة والكرامة . ويكفي أن ترى وجوه الناس مكللة بالتجهم والعبوس والشرود ,فلا تصنيع ولا تعليم ولا رعاية صحية , هذا رغم توافر الثروة البترولية الهائلة وصغر تعداد الشعب الليبي . وإذا تحدثت مع أحدهم في السياسة العامة , فرّ منك فرار السليم من الأجرب ,فأدركتُ وقتها مدى الخوف والرعب الذي أرضعه القذافي لشعبه . لقد حاولت العثور على جريدة واحدة معارضه في هذه الجماهيرية الشعبية العظمى !! فلم أجد ,فكنتُ كمن يبحث عن قطة سوداء في حجرة حالكة السواد في ليل بهيم .ولعل المرّة الوحيدة التي وجدت مواطناً ليبياُ يخوض غمار الحديث في السياسة ,كان سائق تاكسي وكنت الراكب الوحيد في عربته , وأعتقد أن الذي شجعه على خوض هذه المجازفة كوني مصرياً مما أشعره بالطمأنينة فراح يفضفض معي عمّا يجيش في صدره ,ولا أنسى كلماته ولا صوته الحزين والذي تحمل نبراته الشجن واليأس وخيبة الأمل حيث قال بالحرف (المجنون بتاعنا حب يعمل زعيم عربي ماعرفشي , ودلوقتي مضيّع فلوس ليبيا على افريقيا علشان يعمل زعيم افريقي) . إن هذا المواطن الليبي البسيط قد وضع يده على الداء الذي ليس له دواء ألا وهو الحماقة , كما قال الشاعر : (لكل داء دواء يستطاب به … إلّا الحماقة أعيت من يداويها) , هذا بالاضافة لعشق هؤلاء الحكام الطغاة وولعهم الشديد بالزعامة . لقد قهر هذا الطاغية شعبه على مدار ما يشارف النصف قرن , وعاد بليبيا إلى وراء الوراء , إلى زمن الخيمة العربية , والخيبة العربية , وهاهو قد ذهب إلى مزبلة التاريخ مثل سابقيه, وقريباً سيلحق به طغاة سوريا واليمن , وقريباً وعلى نفس المنوال البقية الباقية من حكامنا المرتزقة الطغاة.أخيراً أقول :- كل الديمقراطية للشعب, وكل التفاني للوطن .





السبت، 13 أغسطس 2011

المشهد السياسي



إن من ينظر إلى المشهد السياسي في مصر ,يراه مليئاً بالتناحر والتشرزم والتفكك  بين القوى السياسية , والتي كانت بالأمس القريب متوحدة تحت راية الثورة . ولعل ذلك مرده الأساسي يعود إلى غياب (الجبهة الوطنية القائمة على ركيزتين أساسيتين هما الوحدة والصراع ) . ف (الوحدة )تعني الاتفاق والتوحد على القواسم المشتركة بين القوى السياسية المختلفة, أما الركيزة الثانية وهي (الصراع) , أي التنافس الايدلوجي المشروع بين هذه القوى السياسية المختلفة ,لاتعني طمس أوجه هذا التنافس و الاختلاف  فيما بينها , ولكن تأجيل هذا الصراع مؤقتاِ , لحين إنجاز المهام العاجلة للثورة. وبالعودة إلى ركيزة  (الوحدة) , فهي التي يجب الإلتفاف حولها, لكي تكون بمثابة نواة برنامج عام تنضوي تحت لوائه كل القوى الوطنية المؤمنة بالثورة . ومن الخطوط العريضة لهذا البرنامج ,على سبيل المثال لا الحصر :-
1- تفكيك بنية النظام الشمولي وتقويض كل أركانه .
2 - وضع القواعد الرئيسية لإقامة المجتمع الديمقراطي , وإنشاء الدولة المدنية الحديثة .
3- تفكيك منظومة الفساد والقضاء على البيئة الحاضنة له .
4- إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات وعلى رأسها حالة الطوارئ .
5- إقامة المجتمع الرشيد والعادل وذلك من خلال (القضاء المستقل والعدالة الاجتماعية ) .
ومن هنا على كل القوى السياسية أن تتكتل وتتوحد تحت مظلة الجبهة الوطنية  من أجل إنجاح مهام الثورة . إن مايحدث الآن من تشرذم وتناحر , هورة وتقزيمها, من خلال العمل على تحقيق مصالح سياسية ضيقة, على حساب المصلحة الوطنية العليا , وهذا بالضبط ما يسمى بعملية حرق المراحل, وبالطبع المستفيد الأول من ذلك هم كل أعداء الثورة . إن المرحلة الراهنة تتطلب منا جميعاً التكاتف والتكتل , لا التناحر والانقسام , وهذا لن يتأتى إلا من خلال الاندراج تحت جبهة وطنية واحدة , تجمّع لا تفرّق , وتحت شعار واحد  ( كل الديمقراطية للشعب .. كل التفاني للوطن) .






                                                        عادل دعبس
                                                        adel00110@yahoo.com








العودة إلى قائمة الرسائل 

الخميس، 11 أغسطس 2011

سقوط الطغاة


أخيراً ذهب عصر الحكام العرب الطغاة , وجاء عصر الجماهير الأحرار . نعم انطلقت الشرارة الأولى من تونس , ثم أعقبتها مصر , وفي الطريق ليبيا وسوريا واليمن , وعلى نفس الطريق بقية الأنظمة العربية . إنه الطوفان الثوري الذي سوف يقتلع كل تلك الانظمة العفنه الخارجة على العصر والتاريخ . هاهي أنظمة القهر والعهر تتساقط كالذباب. وهاهي رياح الثورة تكتسح الجهات الاربع , لاتعرف خطوط الطول ولا دوائر العرض , كل ماتعرفه فقط التغيير الجذري ولا شئ آخر سواه . لقد توهم دهاقنة الفساد في مصر , وعملوا على تسويق هذا الوهم , بعد سقوط بن علي , أن مصر ليست تونس , ومازالت تتردد تلك النغمة النشاز في أماكن أخرى , أن ليبيا ليست مصر ولا تونس ,وأن اليمن ليست مصر ولا تونس , وقس على ذلك سوريا , وما سوف يتبعها من أنظمة . ونسى كل هؤلاء أنهم عجينة واحدة , ومنظومة واحدة , بل ومدرسة واحدة في التخلف والقهر والفساد , ناهيك عن تنافسهم وتسابقهم في هذا المضمار . العجيب أنهم أتفقوا على ألّا يتفقوا في كل شئ فيه مصلحة الوطن , وتوحدوا واتحدوا فقط على قهر شعوبهم . والاجتماع الدوري الوحيد الناجح بامتياز , كان اجتماع وزراء داخليتهم , من اجل تقاسم الخبرات في قهر وإذلال الشعوب . إن مصيرهم واحد ولاشئ غيره , مزبلة التاريخ , ومصير الشعوب العربية واحد ولا شئ غيرة , العزة والكرامة . إن الشعوب المقموعة سوف تستعيد مصيرها بأيديها , إن لم يكن اليوم , فغداً .إنه عصر وربيع الثورات العربية , وهذه المرّة الأولى في تاريخنا العربي , الذي تكتب فيه شعوبنا العربية تاريخها بأيديها ودمائها .
عادل دعبس
adel00110@yahoo.com

الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

(ثورة )1952



حلّت الذكرى ال59 لما يطلق عليه ثورة 52. حيث أنها كانت إنقلاباً عسكرياً , قام به مجموعة من ضباط الجيش . وظلت مصر تحت هذا الحكم العسكري , حتى يوم 24 يناير الماضي . وجاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتكون بمثابة  إعلان تاريخي لنهاية حكم العسكر الذى استمر لمدة نصف قرن وعقد من الزمان .وهناك من يحاول عقد مقارنة بين 23يوليو  وثورة 25 يناير , وبالطبع لا وجه للمقارنة بين إنقلاب  عسكري قام به حفنة من العسكر وبين ثورة شعبية قامت بها الملايين . فالشعوب هي التي تصنع الثورات ، والجيوش هي التي تصنع الإنقلابات . الثورات الكبرى في التاريخ مثل الثورة الفرنسية والأمريكية , هي من صنع الشعوب . ومن أبرز عيوب 23 يوليو أنها عملت على عسكرة الداخل (المجتمع المصري ) والخارج (الوطن العربي ), إن لم يكن كله , فعلى الأقل معظمه.فقد قامت باستنساخ انظمة الحكم العسكري, على طول وعرض الوطن العربي. وأصبح كل حاكم عسكري يتعامل مع شعبه كأنه كتيبة من الجنود , وهو قائد الكتيبه. وأن على الشعب فقط الطاعة العمياء للقائد المبجّل !!!
إن الحكم العسكري الذي يصح أن تحكم به كتيبة أو فرقة , لايصلح أن تحكم به مجتمع ودولة . فالمجتمعات المدنية الحديثة عماد سياستها هو إسلوب الحكم الديمقراطي , عن طريق التعددية وتداول السلطة وإحترام حقوق الإنسان ,والمحاسبة  والمساءلة والمكاشفة والشفافية والعدالة الاجتماعية ,عدالة توزيع الثروة, وحرية الرأي والفكر والاعتقاد , والمساواة أمام القانون (قضاء مستقل ) . وكل ذلك لم يعترف به الحكام الطغاة اللذين حكمونا طوال تلك السنوات. وذلك لسبب بسيط , أن لا أحد منهم جاء إلى الحكم عن طريق صناديق إنتخابية نظيفة , بل جاءوا على ظهور الدبابات .
    عادل دعبس                                                           
Adel00110@yahoo.comhttp://img2.blogblog.com/img/icon18_edit_allbkg.gif

الثورة المضادة



من نافلة القول التذكير بأن الثورات لها دائماً الوجهة المضادة لها أو مايسمى  بالثورة المضادة , وهذا ليس كلام مرسل, فالعلم يقول لنا أن لكل فعل , رد فعل , مساو له في المقدار , مضاد له في الإتجاه .ومن هنا يعتمد نجاح الثورة على الثوار , ومدى إستمرارية الروح الثورية المتمثلة في حتمية إنجاز مهام الثورة وذلك عن طريق وضع الأهداف التي من أجلها إندلعت الثورة , موضع التنفيذ . وبالطبع لن يتأتى هذا دفعة واحدة , أو بين عشية وضحاها , ولكن المهم أن يكون لدينا خطة طريق وبرنامج زمني , ومراحل لترجمة الشعارات والاهداف الثورية .  وهذة الأهداف لكي يتم لها النجاح لابد من تعبئة الجماهير صاحبة المصلحة  الحقيقية حولها .إن أعداء الثورة هم من يحاولون جر الجماهير إلى المعارك الوهميه سواء عن طريق إشعال الفتنة الطائفية أو شن حملة عدائية ضد موبينيل , وكأن الثورة أنجزت مهامها بإسقاط رأس النظام  , ومن ثم على الجماهير أن تنصرف إلى أمورها الحياتية , وكأن الثورة قد أنجزت ماقامت من أجله ( عيش .. حرية ..عدالة إجتماعية ).                    
                      عادل دعبس      
                                                                              adel00110@yahoo.comm